اهات وزفرات

اهات وزفرات

آهات تحرق الأضلاع وتجعلها هشيما
تجعلها جمراً
فرماداً
فتذهبُ بها إلى عالم الحزن والمجهول
:
:
زفيرٌ يوقد قلوباً مأسورةً بوسام الوفاء العظيم
فتجعل من ليالينا أحلاماً وردية
ووسائدٌ مبلولة
وعمراً من الانتظار




::
:
:

آهاتي ،

لا أذُيق طعماً لمرارتك الحلوة / سوى في حضوره
لا أنعم براحةً للبكاء / سوى في حال انصرافه
لا تهرول خفقات قلبي / سوى في مضمار وجوده
ولا يعتصرني الألم / سوى في لحظات الغياب
::
:
:

أين هوَ مني ، بل أين أنا منه ،
أتفعل به آهاته كما تفعلين بي
فليس لدي تلك الدلائل / سوى أنني أثق به وبحبه
وإلاّ لمَ خرجّت مني /
تحرقين إضلاعي وتشتتين مافي الصدور
::
:
:
آهاتي ،

هوَ كذلك دون دلائل
فما فقدتك أيتها الآهات /
إلاّ وذهبت تعبثين بين أحضانه
خرجت من هنا / لتسكني بين أضلاعه
لتبعثري عنوانين مسافاته
وتزلزلي مضاجـع هدوءه
وتشعلين بنات أفكاره
فهل لك بالعودة ؟
أو
فلنتقاسمك مناصفةً /
وليحرق مننا الأخر بآهات كلانا
::
:
:

ذاك صوته ، موسيقاه ، دندنته
لا يجيدُ عزف تلك السيمفونية سواه
ولا تستطيع نطق أسمي سوى شفاه
وذاك قلبه ، لنـ يسكنه غيري
::
:
:

فيا آهاتي ،

دعي عنك مباعدة الأنفس والأنفاس
فأما أن تحضري إليّ لوحدك يتيمة
أو لتعودي بأنفاسه معك / فذلك أزكى
::
بلـ أحرقي أعواد إضلاعه برمتها / ثم عودي
لتحرقي ما بقي من حطام إضلاعي